* نفسية المراهق:
إن الشخص فى مرحلة المراهقة يمر بطفرة فسيولوجية فى نموه تفوق كثيراً سرعة تطوره النفسى والعقلى والتى تكون بدرجات أقل من حيث النضج لذا يحاول أن يثبت هويته الخاصة فى جميع الميادين وبأى أسلوب سواء أكان صحيحاً يتقبله المجتمع أو خاطئاً ومنافياً لسلوكيات المجتمع.
وتولد الفجوة التى تنشأ من الصراع بين الطفرة الفسيولوجية والقدرات الجسمانية وبين القدرات العقلية المحدودة إلى تكوين الشخصية وما يحدث لها من استمرار أو اضطراب سلوكى. ولمعرفة أسباب عدم الاستقرار النفسى لمراهق أو مراهقة لابد من معرفة بناء الشخصية من الناحية النفسية بوجه عام والتى يتفق فيها جميع الأشخاص على الرغم من الاختلاف فى طرق الحلول التى يصل إليها كل مراهق أو مراهقة لإحداث التكيف.
- تتكون النفس البشرية من:
- الإيد.
- الأنا.
- الأنا العليا.
تقع الإيد فى العقل الباطن أو اللاشعور وتحتوى على جميع الغرائز والدوافع البدائية.
أما الأنا فيقع جزء منها فى منطقة اللاشعور وجزء آخر فى منطقة الشعور, وهى تنظم بين احتياجات النفس والبيئة. فالأنا تنظم إشباع غرائز النفس حتى تناسبها مع البيئة والمجتمع كما أن لها القدرة على كبت الغرائز.
والأنا العليا يكون الجزء الأكبر منها فى منطقة الشعور ويسمى بالضمير والجزء المتبقى فى اللاشعور وهو المراقب العام لتصرفات الإنسان. ويؤثر على هذا المكون عوامل عدة فنموه أكثر من الطبيعى يؤدى إلى حالة مرضية تسمى الوسواس القهرى وفيها تحاسب أنا النفس المرء على كل شئ يغعله سواء أكان مناسباً أو غير مناسباً. وهل تم على الوجه الأمثل أم لا مما يدفع المرء إلى تكرار العمل محاولاً بذلك الوصول إلى درجة الكمال فيه لكى يستريح ضميره. أما إذا كان النمو أقل من الطبيعى فهو يؤدى إلى اللامبالاة ثم السيكوباتية, وسواء الإصابة بالوسواس القهرى أو اللامبالاة يكون نتيجة أنها تضع فى الدرجة الأولى القوانين والنظم البيئية مع التعاليم الدينية ثم تقوم بالاختيار بحيث يشبع هذا الاختيار الذات بما لا يتعارض مع المقام الأول.
الأنا (أو الإيجو) تمارس وظيفتها بأكثر من طريقة حتى تسيطر على غرائز النفس ودوافعها حتى ترضى الذات ومن أجل ذلك فهى تلجأ إلى وسائل عدة منها:
أ- الخيال: وهو أن يقوم المراهق بتنفيذ الرغبات والغرائز فى خيال الشخص التى لا يستطيع تنفيذها فى الواقع، وهذا الحل طبيعى وصحى طالما أن الشخص يعرف أنه خيال ليس إلا، ونجد أيضًا أن أحلام اليقظة هى نوع من الخيال ولكن لفترة طويلة أما إذا تم تصور الخيال على أنه الواقع فبذلك يكون قد تخطى الحدود الطبيعية للإنسان السوى ويصبح اسمها هلوسة.
ب- الكبت: هو كبح الغرائز إرادياً.
ج – التعويض: وهنا تقوم الأنا بتعويض النقص الموجود داخل الشخص بإظهار تفوق فى مجال آخر.
د- التقمص: ويلعب دوراً مؤثراً جداً فى تكوين شخصية الطفل والمراهق, حيث نجد المراهق يتصرف فى كثير من الأمور متقمصاً شخصية مثله الأعلى "الأب" أو المدرس أو البطل.
هـ- الإسقاط: تحميل الغير أسباب عدم إمكان تحقيق الرغبات والغرائز.
و- الانفصال: وهو فصل جزء من النفس عن الشخصية الأساسية بسبب احتوائها على رغبات مكبوتة ومشاكل غير محلولة وهو ما يسمى بانفصام الشخصية.
ذ- التحوير: أى تحويل الطاقة الغريزية إلى قنوات أخرى يتقبلها المجتمع مثل غريزة الأمومة عند النساء مثل عملهن كمربيات للأطفال أو طبيبات أو تحويل الطاقة إلى مجال كالقيام برياضة أو نشاط اجتماعى آخر.
س- التسويغ: وهو محاولة الشخص تسويغ عدم إمكانية تحيق رغباته لأسباب تفوق قدراته، ومسوغ الفشل هنا ناتج من اللاشعور أى أنه يختلف عن الكذب يتم على مستوى الشعور.
* دور الأصدقاء فى حياة المراهق:
يلعب وجود الأصدقاء فى حياة المراهق دوراً أكثر أهمية من دور الأسرة، حيث ينساق وراء الأصدقاء. ويُصنف الأصدقاء إلى نوعين:
أ- أصدقاء حميدة.
ب- أصدقاء سوء.
فالتعلم والإدراك السليم لمتطلبات الحياة يتم من خلال المجموعة الحميدة من الأصدقاء، أما الانحرافات فيكون حليفها المجموعة الثانية سواء أكان المراهق يعيش فى إطار أسرى متماسك أو مشتت كما فى حالات الطلاق والانفصال
وبما أن المراهق/المراهقة يعيش/تعيش حياة مثالية فى العالم الخاص بهما، تتولد لديهما الحساسية المفرطة فيكونا عرضة للإصابة بالاكتئاب النفسى والانحرافات السلوكية والجنسية على موقع فيدو مما يجعل أفكارهما مضطربة ومسيئة إلى الغير.
* المراهقة المتأخرة:
هى مراهقة المُسن وهنا يُطلق عليه المراهق الكبير، وينشأ الاضطراب النفسى لعدم تقبل السن وعدم التكيف مع الحياة الجديدة ومع متطلباتها. فالمراهقة هى رفض ضمنى لها، والعلاج هنا يكون فى صورة تعويضية لما كان يفعله فى حياته من قبل مثل:
- التعويض بالعمل، لشغل أوقات الفراغ بعمل إيجابى ووسائل الترفيه المثمرة للتأكيد المستمر على وجوده وكيانه.
- التعويض بتعميق الإحساس لديه بأنه مفيد والكل محتاج له.
- التعويض بتحقيق الاكتفاء الاقتصادى لنفسه.
- التعويض باستمرار وجود الصلة بين الأمهات والآباء والأبناء.
- التعويض بقضاء الأوقات السعيدة.
* عاتق مسئولية المراهقة:
بما أن المراهقة هى مرحلة إبراز الشخصية، فيكون عاتق هذا الإبراز على الشخص المراهق نفسه حيث يكون من مسئوليته تطوير النفس الذى يكون إما للأفضل أو للأسوأ الذى يتحدد بناء على تفاعله واختلاطه بمن يحيطون به، كما يقع عاتق إبراز شخصيته على المجتمع لأنه يعيش بداخله، فإما أن يخلق لنفسه مجتمعاً آمناً ومستقراً أو بيئة مزعجة ومقلقة له.
والترتيب التصاعدى لهذه المسئولية يتدرج كالتالى:
- المراهق/المراهقة
- الأسرة
- الأصدقاء
- المجتمع بكافة قنواته المتعددة